يشهد عصرنا الحاضر تقدما مذهلا في كافة مجالات الحياة , وعلى رأسها نظم الاتصال والمعلوماتية.
وفي خضم هذا التقدم المتواصل في الشؤون التقنية لا ينسى المرء إنسانيته وعلاقته بالآخرين فيسعى إلى تعزيز صلته بغيره.
ويبدأ الإنسان بتوثيق صلته بأسرته ثم عائلته ثم جيرانه وأصدقائه ومعارفه ومجتمعه الكبير.
فكان طبيعيا من أجل تقوية الصلة بالعائلة أن يعرف المرء ذوي قرباه ممن ينتسب إليهم وينتسبون له.
من هنا جاءت فكرة إنشاء جمعية آل سوبرة لتعريف أبناء العائلة ببعضهم , ولإتاحة الفرصة للتآلف والتعاون فيما يعود بالخير على الجميع . وقد مرت على الجمعية فترة فترت فيها الهمة وقل النشاط ,إلى أن يسر الله تعالى من أبناء العم من اجتمع وتعاهد على إحياء هذه الجمعية ودفعها الى الامام لتقوم بنشاطها في المجالات الاجتماعية والتربوية والإنسانية.
فقامت الجمعية بإعداد دراسة عن نسب آل سوبرة , واستطاعت بتوفيق الله تعالى أن تبني ما اصطلح عليه شجرة العائلة , حيث وصلت في سلسلة النسب إلى حوالي ثلاث مائة وثمانين سنة ابتداء من عصرنا الحاضر ونشرت هذه الدراسة في كتابها"بنو سوبرة" في تاريخ بيروت وحاضرها من 1620-2001.
وتبين لنا أن أبناء العائلة كانت لهم مهن متنوعة فمنهم صاحب الاختصاص العلمي والأدبي وفيهم الحرفي والتاجر ومنهم عالم الدين والمدرس, فكان منهم رجال علم ومعرفة وأصحاب مهن شريفة وتجار وأصحاب فضائل لمجتمعهم.
ولم يكن أبناء العائلة من الأثرياء الكبار, ولكن كانوا من وجوه الخير وأهل الإحسان والبر , فأنشأوا من أموالهم العديد من الأوقاف مثل وقف القطن, ووقف الخبز , ووقف السبيل,ووقف الجامع العمري الكبير, وكان في باطن بيروت _ الأسواق التجارية حاليا أربعة شوارع تحمل اسم سوبرة.
وصاهر أبناء العائلة معظم العائلات البيروتية تجد أمثلة لذلك في كتاب بنو سوبرة في تاريخ بيروت وحاضرها.
حققت الجمعية منذ إعادة نشأتها إنجازات عدة على الصعيد التربوي والثقافي والاقتصادي والخيري والإنساني والتوجيه والإرشاد, ولم الشمل والمحافظة على صلة الرحم والتعارف والتواصل بين أفراد العائلة.
نأمل من خلال عملنا هذا أن ننشئ جيلا جديدا من أبناء العائلات البيروتية يجمع في آن واحد متطلبات التطور والحداثة والمحافظة على العقيدة والتاريخ والقيم.
|